الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم
{واصطبر} كاف ومثله {قسمة بينهم} لأنَّ {كل} مبتدأ.{محتضر} كاف.{فعقر} حسن.{ونذر} تام ومثله {المحتظر} وكذا {فهل من مدكر}.{بالنذر} جائز ومثله {إلاَّ آل لوط} لأنَّ الجملة لا تصلح صفة للمعرفة ولا عامل يجعلها حالًا قاله السجاوندي.{نجيناهم بسحر} تام عند نافع إن نصب {نعمة} بفعل مضمر وليس بوقف إن نصب بمعنى ما قبله على المصدر أو على المفعول من أجله.{من شكر} تام.{بالنذر} كاف ومثله {فطمسنا أعينهم}.{ونذر} تام ومثله {مستقر} وكذا {ونذر} وكذا {من مدكر}.{النذر} كاف على استئناف ما بعده.{كلها} جائز على استئناف ما بعده.{مقتدر} تام لأنَّه انتقل من قصص الأنبياء عليهم الصَّلاة والسلام ثم استأنف فقال: يا أهل مكة أكفاركم خير من أولئكم.و{أولئكم} حسن.{في الزبر} كاف.{منتصر} تام.{الدبر} كاف.{بل الساعة موعدهم} أكفى منه.{وأمر} تام للابتداء بإنْ.{وسعر} كاف إن نصب {يوم} بذوقوا على التقديم والتأخير أي يقال لهم ذوقوا مس سقر يوم يسحبون وليس {يوم} ظرف إضلالهم فإن جعل الظرف متعلقًا بما قبله ومتصلًا به لم يوقف على {سعر}.{بقدر} تام ونصب {كل} على الاشتغال والنصب أولى لدلالته على عموم الخلق والرفع لا يدل على عمومه قال أهل الزيغ إن ثم مخلوقات لغير الله تعالى فرفع {كل} يوهم مالا يجوز وذلك انه إذا رفع {كل} كان مبتدأ و{خلقناه} صفة لكل أو لشيء و{بقدر} خبر وحينئذ يكون له مفهوم لا يخفى على متأمله لأنَّ {خلقناه} صفة وهي قيد فيفيد أنَّه إذا انتفى فيلزم أن يكون الشيء الذي ليس مخلوقًا لله لا بقدر راجع السمين.{بالبصر} تام ومثله {من مدكر} وكذا {في الزبر}.و{فعلوه} صفة والصفة لا تعمل في الموصوف ومن ثم لم يجز تسليط العامل على ما قبله إذ لو صح لكان تقديره فعلوا كل شيء في الزبر وهو باطل فرفع كل واجب على الابتداء وجملة {فعلوه} في موضع رفع صفة لكل وفي موضع جر صفة لشيء و{في الزبر} خبر كل والمعنى وكل شيء مفعول ثابت في الزبر أي في الكتب وكذا {مستطر}.{ونهر} جائز وقيل لا يجوز لأنَّ ما بعده ظرف لما قبله لأنَّ الجار بدل من الأول.آخر السورة تام. اهـ.
وكذلك هذه القراءة: {إِلَى شَيْءٍ نُكُرٍ}، إلى شيء يجهل. ومثله مررت بصبي ضرب، ونظرت إلى امرأة أكرمت، وصف بالفعل الماضي.ومن ذلك قراءة يزيد بن رومان وقتادة: {لِمَنْ كَانَ كُفِر}.قال أبو الفتح: أي: جزاء الكافرين بنوح عليه السلام.وأما قراءة الجماعة: {جَزَاءً لِمَنْ كَانَ كُفِرَ} فتأويله: جزاء لهم بكفرهم بنوح، عليه السلام، فاللام الأولى التي هي مفعول بها محذوفة، واللام الثانية الظاهرة في قوله: {لِمَنْ كَانَ كُفِرَ} لام المفعول له. وهناك مضاف محذوف، أي: جزاء لهم؛ لكفر من كفر، أي: لكفرهم بمن كفروا به.ومن ذلك قراءة أبي السمال: {أبشر منا}- بالرفع- {وَاحِدًا نَتَّبِعُه}، بالنصب.قال أبو الفتح: {بشر} عندي مرفوع بفعل يدل عليه قوله: {أولقى عَلَيْهِ الذِّكْرُ مِنْ بَيْنِنَا}، فكأنه قال: أينبأ، أو يبعث بشر منا؟فأما انتصاب {واحدا} فإن شئت جعلته حالا من الضمير في {منا} أي: أينبأ بشركائن منا؟ والناصب لهذه الحال الظرف، كقولك: زيد في الدار جالسا.وإن شئت جعلته حالا من الضمير في قوله: {نتبعه} أي: نتبعه واحد منفردا ولا ناصر له. ويؤكده قوله: {وَقالوا مَجْنُونٌ وَازْدُجِرَ}. ونظائره في القرآن كثيرة، نحو قوله تعالى: {أَنُؤْمِنُ لَكَ وَاتَّبَعَكَ الْأَرْذَلُونَ}؟ وقوله: {أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيدًا}؟ ونحو ذلك.ومن ذلك قراءة أبي قلابة: {الْكَذَّابُ الْأَشِرُ}.مجاهد: {الأشر}، بضم الشين خفيفة.قال أبو الفتح: {الأشر} بتشديد الراء هو الأصل المرفوض، لأن أصل قولهم: هذا خبر منه وهذا شر منه- هذا أخير منه، وأشر منه. فكثر استعمال هاتين الكلمتين، فحذف الهمزة منهما. ويدل على ذلك قولهم: الخورى والشرى، تأنيث الأخير والأشر. وقال رؤبة: فعلى هذا جاءت هذه القراءة.وأما {الأشر} بضم الشين، وتخفيف الراء فعلى أنه من الأوصاف التي اعتقب عليها المثالان اللذان هما فعل وفعل فأشر وأشر، كحذر وحذر، ويقظ ويقظ، ورجل حدث وحدث: حسن الحديث، ووظيف عجر وعجر، أي: صلب. والضم أقوى معنى من الكسر؛ لأنه أبعد عن مثال الفعل، فأشر- من آشر- كضروب من ضارب. ومطعان من طاعن، والاسم البطر.ومن ذلك قراءة الحسن: {كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ}، بفتح الظاء.قال أبو الفتح: المحتظر هنا مصدر، أي: كهشيم الاحتظار، كقولك: كآجر البناء وخشب النجارة. والاحتظار: أن يجعل حظيرة. وإن شئت جعلت {المحتظر} هنا هو الشجر، أي: كهشير الشجر المتخذة منها الحظيرة، أي: كما يتهافت من الشجر المجعولة حظيرة والهشيم: ما تهثم منه، وانتشر.ومن ذلك قراءة أبي السمال: {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ}، بالرفع.قال أبو الفتح: الرفع هنا أقوى من النصب، وإن كانت الجماعة على النصب؛ وذلك أنه من مواضع الابتداء، فهو كقولك: زيد ضربته، وهو مذهب صاحب الكتاب والجماعة. وذلك لأنها جملة وقعت في الأصل خبرا عن مبتدأ في قولك: نحن كل شيء حلقناه بقدر، فهو كقولك: هند زيد ضربها، ثم تدخل إن، فتنصب الاسم، وبقي الخبر على تركيبه الذي كان عليه من كونه جملة من مبتدأ وخبر.واختار محمد بن يزيد هنا النصب، وقال: لأن تقديره إنا فعلنا كذا، وقال: فالفعل منتظر بعد إنا، فلما دل ما قبله عليه حسن إضمار. وليس هذا شيئا؛ لأن أصل خبر المبتدأ أن يكون اسما لا فعلا، جزءا منفردا. فما معنى توقع الفعل هنا، وخبر إن وأخواتها كأخبار المبتدأ؟ وعليه قول الله سبحانه: {وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ}، فهذه الجملة التي هي وجوههم مسودة في موضع المفعول الثاني لرأيت، وهو في الأصل خبر المبتدأ. وقد ذكرنا هذا في غير موضع من كتبنا والعليق عنا.ومن ذلك قراءة زهير الفرقبي: {فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ}.قال أبو الفتح: هذا جمع نهر، كما جاء عنهم من تكسير فعل على فعل، كأسد وأسد، ووثن ووثن.وحكى سيبويه قراءة: {إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا أثنا}، جمع وثن. وذهب محمد بن السري في قولهم: أسد وأسد إلى أنه مقصور من فعول، يريد أسودا، فحذفت الواو، فبقى أسد، ثم أسكنت السين تخفيفا، كقولهم في طنب: طنب.وهذه القراءة التي هي {نهر} تشهد لقوله: إن أصله أسود، ثم حذفت الواو، فبقى أسد.فإن قلت: فقد جاء أسود، ولم يأت نهور جمع نهر.قيل: وإن لم يأت لفظا فهو مقدر تصورا، كأشياء تثبت تقديرا، فتعامل معاملة المستعمل. فإن شئت قلت في {نهر}: إنه جمع نهر الساكن العين، فيكون كسقف وسقف، ورهن ورهن، وثط وثط، وسهم حشر وسهام حشر وفرس ورد فصارت نهر، ثم ثقل إتباعا، فصارت إلى {نهر}.وأنس بذلك أن ما قبل الراء في أواخر هذه الآي، وهي {سقر}، و{قدر}، و{نكر}، و{مدكر}، و{زبر}، و{مستطر}، و{مقتدر} محرك، فكأنه الرغبة في استواء هذه الفواصل هو الذي زاد في الأنس بتثقيل (النهر) على هذا التأويل الذي في {نهر}، كما يختار ترك همز الشان في سورة الرحمن؛ لتوافق رءوس الآي فيها: {تكذبان}، ونحوها، وإليه ذهب الفراء. اهـ.
|